قد ظهر من كل ما تقدم، ابتداء من بسم اللّه، و إلى قوله:
يوم الدين: أن اللّه سبحانه قد أسس أساسا عقائديا متينا، يتلمسه الإنسان في واقعه، و يحس به بفطرته و يقضي به ضميره و وجدانه، و يحكم به عقله، و ليس نتيجة اندفاع عاطفي أو غريزي، و لا انقيادا لهوى، و لا استجابة لشهوات، أو لطموحات غير مسؤولة، و لا هو حركة عشوائية غير منضبطة.
إنها عقيدة تستند إلى رؤية واضحة، و نظرة عميقة و شاملة عن الكون و عن الحياة، و عن الخلق، و أهدافه، و عن الخالق و صفاته و ألطافه. تؤهل هذا الإنسان لأن يتحرك و ينطلق مصعدا ليقوم بدور بنّاء و إيجابي و سليم مرتكزا على هذه الثوابت العقيدية الأم، ليتلمس تفصيلات عقيدية أخرى منبثقة عنها هي الأقرب إلى التأثير بالواقع السلوك إلى درجة المباشرة أحيانا، فيتعامل