ملكا لهذا الإنسان. و أطلق له التصرف فيه في الحدود و القيود المعقولة، و المقبولة. التي لا توجب حيفا على الآخرين. و لا توجب إحداث أي خلل في مسار الحياة، في مختلف جوانبها و حالاتها.
و هذا القسم هو الأهم من الأقسام التي سبقته.
المالكية الطبيعية: هذا النوع من الملكية أعمق، و أقوى من سابقه، بجميع أقسامه. و ذلك لما فيه من شدة الاختصاص، و قوة العلاقة، و عمق الحاجة. مع التذكير بأن هذه العلاقة و الاختصاص، لا تنشأ من الاعتبار، و لا من الحاجة أيضا.
بل هي حالة واقعية ذاتية يبررها الحاجة إلى الكمال، و إلى فيض الوجود و تطلّب الكمال فيه. و ذلك مثل ملكيتك ليدك، و لرجلك، و لعينك، و لغير ذلك من جوارحك. و هذه الملكية قد تخضع لبعض الحدود و القيود، و قد تتوقف و تلغى من الجهة الأقوى، كما سنشير إليه إن شاء اللّه تعالى.
المالكية الحقيقية: التي تحدثت عنها الآية الشريفة:
" مالك يوم الدين" و هي المالكية الثابتة و الراسخة، التي لا ينالها ضعف، و لا وهن، و لا تقبل الانتزاع، و لا الاعتبار و لا التصرف أو التحديد، و التقييد فيها.
و هي المالكية المنبثقة عن ألوهيته تعالى، و ربوبيته و خالقيته لكل ما في هذا الوجود، و إحاطته به و هيمنته الحقيقية و سلطته