و يلاحظ أنه لم يقل: اليهود، و المشركون. و ذلك ليشير إلى أن الشرك قد جاء على خلاف الفطرة، و قد خرجوا بشركهم عن فطرة اللّه باختيارهم.
أي أنواع المالكيات للّه تعالى؟
و أما لماذا قال تعالى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. و لم يقل:
المحاسب أو المجازي يوم الدين.
فالجواب هو: أننا نجد أن المالكية على أنواع:
المالكية الاعتبارية: و هي التي تنشأ من تصميم العقلاء الذي لهم صلاحية إنشاء اعتبار كهذا، فوجود هذا النوع من المالكية قائم بوجود الاعتبار و القرار. و ينشأ عنه إطلاق التصرف للمالك في مورد اعتبار الملكية، و هذه التصرفات يمكن تحديدها بحدود و تقييدها بقيود، كمنع الإسراف، أو الإتلاف، أو التعذيب لذي الروح من دابة أو عبد مملوك.
و يمكن سلب الاعتبار عن أنواع بخصوصها، كالميتة، و الخمر و غير ذلك.
أما بالنسبة لمورد الاعتبار فهو من حيث القيمة:
قد يكون غير ذي قيمة بنظر العرف. و ليس ملكا، كحبة تراب في صحراء، حيث لا يملكها أحد، أو كقطرة من ماء البحر.