قال: سبحان الله وكيف لايعرفونكم وقد وُكِّلوا بالدعاء لكم، والملائكة حافّون من حول العرش يسبِّحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا، ما استغفارهم إلا لكم دون هذا العالم.[68]

(82)

روى فرات الكوفي عن جعفر بن أحمد بن يوسف معنعناً، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

كان رسول الله (ص) لا يزال يخرج لهم حديثاً في فضل وصيّه حتى نزلت عليه هذه السورة- أي سورة الانشراح- فاحتجّ عليهم علانية حين أعلم رسول الله (ص) بموته ونعيت اليه نفسه فقال: «فإذا فرغت فانصب» يقول: فإذا فرغت من نبوّتك فانصب عليّاً من بعدك، وعلي وصيّك فأعلمهم فضله علانية، فقال: «مَن كنتُ مولاه فهذا علي مولاه» وقال: «اللهم والِ من والاه وعادِ مَن عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» ثلاث مرات، وكان قبل ذاك إنما يراود الناس بفضل علي بالتعريض، فقال: «ابعث رجلًا يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ليس بفرّار» يُعرِّض، وقد كان يبعث غيره فيرجع يجبّن اصحابه ويجبّنونه، ويقول انه ليس مثل غيره ممّن رجع يُجبّن اصحابه ويجبّنونه، وقال قبل ذلك: «علي سيّد المسلمين» وقال: «علي بن ابي طالب عمود الأسلام وهو يضرب الناس من بعدي على الحق» و «علي مع الحق مازال مع الحق والحق معه» فكان حقّه الوصيّة التي جعلت له الاسم الاكبر وميراث العلم.[69]

(83)

روى ابن شهر آشوب عن الحافظ أبي العلاء باسناده عن شريك بن عبد الله، عن ابي بريدة عن أبيه قال:

[68]- تفسير فرات الكوفي: 136 و 137 البحار ج 104: 38 ص 141/ 142.

[69]- تفسير فرات: 216 البحار 105: 38/ 143