تعريف الكتاب:

بسم الله الر حمن الرحيم‌

الحمد لله على هدايته وتوفيقه، وصلى الله على محمد وآله المنتجبين.

رويت في هذا المجلد أحاديثاً عديدة في وصاية مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، متواترة عن السنة والشيعة، يؤيد بعضها بعضاً، وقد أكدها رسول الله (ص) في كل المناسبات التي سنحت له أيام الرسالة، فمنذ أوّل بعثته (ص) ذكر الوصي وعيّنه في حديث يوم الدار، ثم في معراجه الشريف وما اوصاه به الرب جَلّ جلاله وعهد اليه في علي عليه السلام، وهو الصادق الصدوق، وما أكدته الآيات المتكثرة التي نزلت في فضل علي عليه السلام، ثم أخذه البيعة العامَّة بامرة علي عليه السلام على المؤمنين كافة، من المهاجرين والانصار يوم الغدير، وجعله عليّا عليه السلام وصيّه على غسله ودفنه وقضاء دينه وعداته، ووصايته على أهل بيته وزوجاته من بعده، وتخليفه في المدينة في غزوة تبوك، وتأكيده (ص) لخواص أصحابه بالتزام علي عليه السلام في الفتن والرجوع اليه، وحديثه (ص) الشهير بالثقلين والذي اوصى به الأمة بالرجوع لأهل بيته وكرَّره قبل وفاته في أكثر من خمسمائة موطن، وأقواله (ص) الشهيرة في علي عليه السلام:

علي وصيي‌ و علي سيد الأوصياء و علي سيِّد الوصيّين وخاتمهم‌ و لكل نبي وَصي ووارث وعليّ وصيِّي ووارثي‌ وغيرها.

ثم تأكيده على الأمة بقوله: علي أمره أمري، ونهيه نهيي، وفعله فعلي، وطاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي، ومخالفته مخالفتي .. الخ‌ وإتماماً للحجة على الأمة طلبه قرطاساً و دواة قبل وفاته ليكتب لهم كتاباً في علي عليه السلام لَن يَضلّوا بعده أبداً، خشية الانقلاب والردّة بعد وفاته كما أخبر بها الله عزّ وجل في كتابه: وَما محمد إلا رسولٌ قَد خلت من قبلهِ الرُّسُل أفإن‌