فقال علي عليه السلام: فأنا سيّد الأوصياء وصي سيّد الأنبياء.

قال: فاذا انت اصلع قريش وصيّ محمد خُذ عليَّ الإسلام، إني وجدتُ في الانجيل نعتك، وانت تنزل مسجد براثا بيت مريم وارض عيسى عليه السلام.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: فاجلس يا حباب! قال: وهذه دلالة اخرى.

ثم قال: فانزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجداً فبنى حباب الدير مسجداً ولحق أمير المؤمنين الى الكوفة، فلم يزل بها مُقيماً حتّى قُتل أمير المؤمنين عليه السلام فعاد حبّاب الى مسجده بيراثا.

وفي رواية: ان الراهب قال: قرأت انه يُصلّي في هذا الموضع ايليا وصي البارقليطا محمد نبي الأميّين الخاتم لمن سبقه من انبياء الله ورسله- في كلام كثير. فمن ادركه فليتبع النور الذي جاء به، إلا وأنه يغرس في هذه الأيام بهذه البقعة شجرة لا تفسد ثمرتها.

وفي رواية زاذان: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ومن اين شربك؟ قال من دجلة، قال ولِمَ لم تحفر بئراً تشرب منها قال: قد حفرتها فخرجت مالحة قال: فاحتفر الآن بئراً اخرى، فاحتفرَ فخرج ماؤها عذباً، فقال: يا حبّاب ليكن شربك من ههنا، ولا يزال هذا المسجد معموراً، فاذا خربوه وقطعوا نخلة حلّت بهم- أو قال: بالناس- داهية[272].

حديث عبد الله بن سلام‌

(196)

روى المفيد قدّس سرّه‌[273] بسنده عن كعب الخير قال:

[272]- مناقب آل ابي طالب: 423: 1 البحار ج 38( 6/ 51).

[273]- امالي المفيد: 62.