نام کتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن نویسنده : أبو معاش، سعيد جلد : 1 صفحه : 405
ذكر المؤرخون ان الراية يوم فتح مكّة كانت بيد سعد بن عبادة، وأنه نادى نداء الانتقام من أهلها، ثم قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: أدركه فخذ الراية منه، وفي ذلك أشار الطبرسي لهذا الموضوع قائلًا:[970]
فقال صلى الله عليه و آله و سلم: أدرك يا عليّ سعداً وخذ الراية فكن أنت الذي تدخل بها، فاستدرك النبي ما كان يفوت من صواب التدبير بإقدام سعد على أهل مكّة، وعلم أن الأنصار لا ترضى أن يأخذ أحدٌ من الناس الراية من سيّدها ويعزله عن ذلك المكان، إلّا من كان في مثل حال النبي من رفعة الشأن وجلال المكان.
(4) وفي غزاة حنين: استظهر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بكثرة الجمع، فخرج في عشرة آلاف من المسلمين، فأعجب أبابكر الكثرة وقال: لن نُغلب اليوم من قلّةٍ، فعانهم، فلما التقوا انهزموا جميعاً، ولم يبق مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم من المسلمين سوى تسعة نفرٍ من بني هاشم وعاشرهم أيمن بن أم أيمن، فقتل وبقيت التسعة: فأنزل اللَّه تعالى: «ثم ولّيتم مدبرين* ثم أنزل اللَّه سكينته على رسوله وعلى المؤمنين» يريد عليّاً ومن ثبت معه، وكان عليّ عليه السلام قائماً بالسيف بين يديه، والعباس عن يمينه، والفضل بن العباس عن يساره، وأبو سفيان بن الحارث ممسكٌ بسرجه، ونوفل وربيعة ابنا الحارث، وعبد اللَّه بن الزبير بن عبد المطّلب، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله.
فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم للعباس، وكان جهوري الصوت: نادِ في الناس وذكّرهم العهد، فنادى: يا أهل بيعة الشجرة يا أصحاب سورة البقرة، الى أين تفرّون؟