«لو كانت البحار مداداً والغياض أقلاماً، والسماوات صحفاً، والجنّ والإنس كتّاباً، لنفذ المداد وكلّت الثقلان أن يكتبوا معشار عشر فضائل إمام يوم الغدير.
وأضاف الحافظ البرسي قائلًا:
وكيف يكتبون وأنّى يهتدون؟ ولقد شهد لهذا الحديث النبوي الكتاب الإلهي في قوله:
«قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً»[533]، وأكبر كلمات اللَّه علي عليه السلام، واليه الإشارة بقوله صلوات اللَّه عليه:
«أنا كلمة اللَّه الكبرى» فله الفضل الذي لا يعدّ، والمناقب التي ليس لأحد.
ولقد أنصف الشافعي مُحَمَّد بن ادريس (رضى الله عنه) اذ قيل له: ما تقول في علي؟
فقال: وماذا أقول في رجلٍ أخفى أولياؤه فضائله خوفاً وأخفى أعداؤه فضائله حسداً، وشاع له بين ذين ما ملأ الخافقين.