وانّه تعالى اناط فعل الإنسان باختياره ولم يَجبُره عليه مع قدرته تعالى على منعه، لئَلا يستلزم التفويض الباطل، وبيّن له سبيل الخير فأمَرهُ به وسبيل الشَرّ فنهاه عنه، فان عَصاهُ فبسوء اختياره، وانّ اطاعه فبهدايته له كما نَصَ عليه القرآن بقوله تعالى: «إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً»[536] وقوله تعالى: «وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ»[537] أي أرشَدناه إلى طريق الخير والشر، وقوله تعالى: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا»[538] أي دَلّها وبيّن لها مافيه فَلاحها ومافيه خسرانها، فأمرَه بالاوّل ونَهاه عن الثاني، فزكاتها بفعِله وخيبتها بدَسِّهِ،، فكلّ ذلك باختياره كما جاء التصريح به في كتاب اللَّه: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً»[539].
ويعتقدون أن خَلْقَ اللَّه حسن وصنعه متقن كما نَصّ عليه القرآن بقوله