2 ــ وممن تناول الحديث عن إيمان أبي طالب رضوان الله تعالى عنه العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابة الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم([48]).

3 ــ الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة([49]) في كتابه خاتم النبيين، وجاء في نهاية البحث قوله رحمه الله: «ونحن نقول فيما استنبطنا، انه ليس بمشرك قط، لان المشرك من يعبد الأصنام، ويشركها مع الله تعالى، وأفعاله ومواقفه تدل على أنه يرى عبادة الأصنام ويراها أمراً باطلاً.

ولذلك: أميل أن استغفر له أن كنت من أهل هذا المقام، وأرى أنه ليس بكافر أصلاً»([50]).

وهذا أقل ما يمكن أن يعتقده المسلم، وهو ينظر بعين العقل والإنصاف إلى تلك الشخصية الكبيرة وشدة ارتباطها بحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولو اتبع المسلمون سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحق، وخافوا الله في أنفسهم، ورجعوا إلى حديث الثقلين «متمسكين» بكتاب الله وعترة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، لوجدوا ان كثيراً مما سمعوا أو قرؤوا عن الإسلام لبعيد كل البعد عنه ولأيقنوا لم هم اليوم يتخبطون في سيرهم، تحيط بهم الأخطار، وتحف بهم الأهوال، وقد أصبح حالهم نهباً وتراثهم غصباً.

[48] الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: ج 3، ص 227 ــ 260.

[49] رئيس قسم الشريعة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.

[50] خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم: ج 1، ص 530 و535.