responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابك فإنك على حق نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 100

في البئر في زمن الجاهلية حتى جرى دمع عينيه على لحيته المقدسة، فكيف به يا ترى وهو يرى موءودة آل محمد([134]) قد فعل به ما فعل، من قطع رأسه وخنصره، وسلب ثيابه ورفع رأسه على الرمح، وسبي حريمه وقتل أهل بيته بتلك الصورة المريعة وهو مع ماله من قدر ومنزلة وعلو شأن.

فالشيعي من فرط حبه للحسين عليه السلام صار لما يسمع مصيبته لا يمسك دموع عينيه رحمة وشفقة لمصابه، وحزناً على ما ناله من أعدائه، ولهم في رقة القلب هذه وفي الرحمة والشفقة تلك أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الدليل الثالث: قد عرفنا فيما مر أن من مجوزات البكاء والحزن والجزع الذي لا يخرج الإنسان الباكي عن الحق هو كون ذلك الميت له خصوصية معينة كأن يكون شهيداً أو غريباً أو مقتولاً بطريقة غير اعتيادية.

والحسين عليه السلام قد اجتمعت فيه كل هذه الأمور فهو شهيد بل سيد الشهداء وهو غريب بل غريب الغرباء، وهو المقتول بطريقة أبشع بكثير من تلك التي قتل فيها حمزة بن عبد المطلب عليه السلام، فحمزة لم يقطع رأسه ولا رفع على الرماح ولا طافوا بعياله ونسائه سبايا


[134] روي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعال: (( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ )) قال: «نزلت في الحسين عليه السلام»، راجع كامل الزيارات لابن قولويه: ص 134.

نام کتاب : ابك فإنك على حق نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست