لا تشغل قلبك بهذا الأمر ولا تستبشر به، فإنه شيء لا يتم"([1041]).

نعم لو صح أن نعتبر هذا التحرك ثورة علوية فأنها تكون ضد العباسيين الذين خلعوا المأمون وبايعوا إبراهيم بن المهدي بالتحالف مع القادة العباسيين المواليين للمأمون وعلى العموم فإنّ تولية العباس بن موسى على الكوفة وتحركهُ فيها قد مني بالفشل بعد هزيمته على يد القادة العباسيين المواليين لإبراهيم بن المهدي واضطر للخروج منها كما فشلت تولية أخيه إبراهيم بن موسى على اليمن حينما هزم على يد القائد العباسي حمدويه بن عيسى بن ماهان حين سيطر عليها وخلع المأمون العباسي ودعا إلى نفسه سنة 200هـ / 815م.

أسباب فشل حركة العباس بن موسى في الكوفة

والسبب في فشل هذا الحراك هو تحالف العلويين مع العباسيين المواليين للمأمون مما أدى إلى رفض الكثير من الشيعة لدعوة إبراهيم لهم لكونهم لا يرون لبني العباس أي حقٍ بالخلافة. قال الطبري([1042]) "فقعد عنه الغالية من... الشيعة".

كما أن الحسن بن سهل وحميد بن عبد الحميد قد تركا العباس يواجه القادة المنشقين عن جيش حميد لوحده من دون أن يمداه بالخيل والرجال كما وعداه بذلك مما أدى إلى ضعف العدة والعدد التي كان يقاتل بها العباس بن موسى.

قال الطبري ([1043]) " وكان يظهر أن حميدا يأتيه فيعينه ويقويه وأن الحسن يوجه إليه قوماً من قبله مدداً فلم يأته منهم أحد ".

بالإضافة إلى ذلك فإنّ دعوة العباس وإقامته في الكوفة لم تلقَ استجابة من

[1041] الشيخ المفيد، الإرشاد، ص334.

[1042] تاريخ الرسل والملوك، ج8، ص560.

[1043] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج8، ص560.