نام کتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول نویسنده : عباس، مريم رزوقي وليد جلد : 1 صفحه : 345
تصحيح سلوكه ووسائل حكمه فيخفف من ظلمه إلى
حد ما " ([1013]).
ثانياً / خروج العباس بن موسى بن جعفر عليهما السلام في
الكوفة
انقسم العباسيون في
العراق بعد أن بويعَ لعلي بن موسى الرضا عليهما السلام بولاية العهد من قبل المأمون
سنة 201هـ / 816م فما أن وصلت الأخبار من المأمون إلى عامله على العراق الحسن بن
سهل "ويأمره
أن يأمر من قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس
الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم ويأخذ أهل بغداد جميعاً بذلك"([1014]).
فقبل بعض أهل بغداد هذه
الدعوة ورفضها آخرون متهمين الفضل بن سهل بتدبير ذلك لإخراج الأمر من ولد العباس (وغضب
ولد العباس من ذلك)([1015])
وقرروا خلع المأمون ثم اجتمعوا على إبراهيم بن المهدي الماجن الخليع
وصاحب اللهو والغناء والشراب وبايعوه بالخلافة "فكان أول من بايعه عبيد الله
بن العباس بن محمد الهاشمي ثم منصور بن المهدي ثم سائر بني هاشم ثم القواد"([1016]).
إنّ ما فعله العباسيون
كان عملية استخفاف مروعة بمنصب الخلافة الإسلامية، وتجنياً صريحاً على أقدس مركز إلهي
بعد النبوة وهو ما يدلل على الإسفاف الرهيب الذي وصلت إليه الروح الإسلامية في
الأوساط العامة عندما تقبلت تنصيب هذا الإنسان الخليع كخليفة يدين له المسلمون
بالطاعة والولاء([1017]).