responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول نویسنده : عباس، مريم رزوقي وليد    جلد : 1  صفحه : 120

إن الخلاف بين الحسين عليه السلام وهؤلاء خلاف في الرؤية، وفي مفهوم النصر والغلبة والفتح، لقد كان هؤلاء يتصورون الفتح والنصر والغلبة من منظور عسكري، فلا يشكون أن الحسين عليه السلام يخسر هذه المعركة، فكانوا ينصحون الحسين عليه السلام بعدم الخروج، وكان الحسين عليه السلام ينظر إلى الفتح والنصر والغلبة من منظور حضاري تاريخي، فلا يشك أن الله تعالى سوف ينصره في هذه المعركة، ويفتح له ويحقق له الغلبة على بني أمية([322]) قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}([323]).

ثانياً / إسقاط فكرة الشرعية الأموية المظلمة

لقد حاول الأمويون إضفاء الشرعية على سلطانهم المأخوذ بالقهر والغلبة باعتبار أنهم خلفاء للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنّه يجب على جميع المسلمين طاعتهم طاعة تامة وأنّ من خرج عليهم خارج عن ربقة الإسلام وذلك باتباع سياسة التضليل الديني وتخدير الناس وشل حركتهم الثورية من خلال ابتداع مقولتي الجبر والإرجاء وتسخير بعض المأجورين من اللاهثين وراء المطامع الدنيوية بوضع الأحاديث في فضل معاوية ووجوب الطاعة للحاكم وإن كان ظالماً وتسقيط خصومهم من العلويين وسخروا أيضاً بعض الشعراء في إنشاء القصائد في مدحهم وتوطيد أركان دولتهم.

فأما مقولة الجبر فمفادها أن الإنسان مجبور في أفعاله وليس له خيار مطلقاً، وأنّ كل ما يفعل العبد سواء كان خيراً أم شراً فهو منسوب إلى الله تعالى وبذلك



[322] الآصفي، محمد مهدي، من الغالب في كربلاء، مختارات من المحاضرات الحسينية، ط2، (مطبعة مجمع أهل البيت عليهم السلام: النجف، 2010م)، ج2، ص 429.

[323] سورة غافر، آية: 51.

نام کتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول نویسنده : عباس، مريم رزوقي وليد    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست