يستعمل هذا الغلام على جلة المهاجرين والأنصار([39]).

فلما سمع النبي غضب وخرج عاصباً رأسه فصعد المنبر وأمرهم باتباعه وإنه لخليق بالإمارة وقال لهم إنه من خيارهم وجعل يقول أنفذوا جيش أسامة وينهى عن التخلف عنه، وهذا المثال أيضاً من اجتهاد الرأي في مقابلة النص الصادر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالأمر بتنفيذ جيش أسامة.

فالاجتهاد إذن وقع من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكل أنواعه ويكفي في التدليل على ذلك إضافة لما تقدم ما ورد في كتاب (النص والاجتهاد) أو (الاجتهاد في مقابل النص) للسيد شرف الدين العاملي، فإنه فيه الكثير من الأمثلة والموارد([40]).

دور أهل البيت عليهم السلام في الحفاظ على السنة النبوية ونشرها

لا شك في أن الخلاف قد وقع بين المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنه وجد اتجاه للمسلمين يحول دون انتشار السنة النبوية بل عمد بعض الصحابة على منع التحدث بالأحاديث النبوية وأحرقوا ما كان موجوداً ومدوناً عند بعض الصحابة وكان ذلك بحجة عدم اختلاطه بالقرآن([41]). ولا شك

[39] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 1 ص 53.

[40] راجع ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ج1 ص53، والفضلي، تاريخ التشريع الإسلامي (تحت عنوان اجتهاد الصحابة)، وكذلك عدنان فرحان، حركة الاجتهاد عند الشيعة الإمامية، والعسكري، معالم المدرستين (تحت عنوان اجتهاد الصحابة) وكتاب النص والاجتهاد للسيد شرف الدين العاملي.

[41] انظر: مقدمة الوسائل: جواد الشهرستاني، ص9. وانظر: إلى معالم المدرستين ـ مرتضى العسكري ج1 ص431.