المنطق والفلسفة والنحو والكلام وغيرها من العلوم التي تخدم المادة الفقهية من بعض الجوانب كما نجده واضحاً في الآثار العلمية للخواجة نصير الدين الطوسي - الذي ذكرناه في المرحلة السابقة وهو في الحقيقة من فقهاء هذه المرحلة أيضاً - والعلامة الحلي.

المجال السادس: تدوين القواعد الفقهية

وإن كان هذا المجال يحفل ضمن مجال الفقه ولكن جعلناه مجالاً برأسه لأهميته في عالم الاستنباط وممارسة الاستدلال الفقهي الاجتهادي حيث يُستَنَد إلى القواعد الفقهية في كثير من أبواب الفقه ومباحثه، مثل، قاعدة الطهارة، والحلية، والتجاوز، والفراغ، وكذلك قاعدة اليد، والملكية... وغيرها الكثير من هذه القواعد، وكان قد ظهر في هذه المرحلة أول مؤلف في هذا الموضوع «القواعد الفقهية» عند الإمامية وهو كتاب «القواعد والفوائد» للشهيد الأول حيث احتوى ما يقرب من ثلاثمائة وثلاثين قاعدة، وكذلك «نضد القواعد الفقهية» لتلميذ الشهيد الأول (الفاضل المقداد السيوري) وكذلك له أيضاً «جامع الفوائد في تخليص القواعد». وهذه إشارة بسيطة وإن كان هذا خارج نطاق البحث.

فهذه هي أهم خصائص هذه المرحلة من مراحل الفقه الإمامي وتاريخه والتي تبعتها حلقات ومراحل أخرى إلى الوقت الحاضر أُكمل فيها سد كل الثغرات والنواقص وتطوّر الفقه الإمامي إلى أعلا المراتب وأكملها.