الثالث: المختصر النافع

اختصاره للشرائع في كتابه الذي أسماه (المختصر النافع)، والذي يطلق عليه أحياناً واختصاراً اسم (النافع) واسم (المختصر)، وأيضاً كان موضع الدرس والبحث والتأليف تعليقاً عليه وهناك ما يقارب الخمسين شرحاً له كما ذكر السيد الجلالي في بحثه شروح المختصر([294]).

وبهذين الكتابين استطاع الشيخ المحقق أن ينقل التأليف الفقهي من وضعه ومنهجه الذي كان عليه عند جماعة الفقهاء المحدثين حيث الالتزام بمتون الأحاديث وألفاظها، إلى التأليف بالتعبير الحر.

الرابع: المعتبر

تأليفه كتاب (المعتبر) الذي يعد ثاني كتاب استدلالي بعد كتاب (المبسوط) للشيخ الطوسي، ذلك أن كتاب (السرائر) للشيخ ابن إدريس الحلي يقع بين الكتاب الاستدلالي والكتاب الفتوائي. وأبان في خطبته - أي المعتبر - عن غايته من تأليفه، وعن منهجه في تأليفه، فقال: «أحببتُ أن أكتب دستوراً يجمع بين أصول المسائل وأوائل الدلائل، أذكر فيه خلاف الأعيان من فقهائنا ومعتمد الفضلاء من علمائنا، وألحق بكل مسألة من الفروع ما يمكن إثباته بالحجة، وسياقته إلى المحجة، قطعت الحوادث عن ذلك القصد، ومنعت الكوارث عن ورد ذلك الورد، حتى اتفق لنا اختصار كتاب الشرائع بالمختصر النافع، فدق كثير من معانيه لشدة اختصاره، واشتبهت معاضده بعد أغواره، فحركني ذلك لشرح

[294] انظر مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 13، بحث شروح المختصر النافع للسيد الجلالي.