المبحث الأول: عصر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم

ويبدأ هذا العصر من حين نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويستمر إلى حين وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ويعتبر هذا العصر هو عصر التشريع الإسلامي ونزول القرآن الكريم وتثبيت أصل الاعتقاد والتوحيد والنبوة وجميع العقائد القرآنية وكذلك أحكام الدين وبقيت التشريعات التي نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تباعاً وبالتدريج واستمرت ثلاثاً وعشرين سنة قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها بتثبيت أسس التشريع الإسلامي في المجتمع الإسلامي وقام بوظيفته التبليغية، وبمهمة الرسالة ودور النبوة على أكمل وجه وأحسن دور وأعظم رسول، حيث بلّغ القرآن الكريم تبليغاً كاملاً وتاماً حتى شهد بذلك الوحي وبينه القرآن نفسه حيث قال الله تبارك وتعالى في سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}([10]). وذلك واضح من خلال ما قام به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تبليغه القرآن والأمر بكتابته وتدوينه وجمعه وضبطه والأمر بحفظه في صدور الرجال والحث الكثير على تداوله وقراءته والتدبر فيه والعمل بمضمونه

[10] المائدة: 3.