المفيد ومن حذا حذّوه بمسلك وسط حاول التأليف بين مسلك الصدوقين ومسلك القديمين وهو مسلك المفيد وتلاميذه الآتي ذكره.

الاتجاه الثالث: الاتجاه الوسط بين النقل والعقل

وهو الاتجاه الذي يحاول التأليف بين العقل والنقل معاً، وقد مثله جملة من الفقهاء الذين جمعوا بين المباني العقلية والحديث في استنباط الأحكام الشرعية.

أبرز فقهاء الاتجاه الوسط وآثارهم الفقهية

الأول: الشيخ المفيد

وهو أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي العكبري البغدادي المعروف (بابن المعلم) والملقب (بالمفيد) توفي سنة (413هـ).

قال عنه الشيخ الطوسي في (الفهرست 190): «انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، وكان مقدماً في العلم وصناعة الكلام، وكان فقيهاً متقدماً فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار، وفهرست كتبه معروف».

وقال العلامة الحلي في (الخلاصة): «من أجل مشايخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم، وكل من تأخر عنه استفاد منه وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية».

وقال النجاشي في رجاله (رقم 1086): «شيخنا وأُستاذنا - رضي الله عنه - فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة»([241]).

[241] انظر: كتاب الشيخ المفيد، منصور الجشي، ص155، وانظر: رجال النجاشي، برقم 1086، وانظر: أعلام الفقهاء والمحدثين، ص244. وانظر: كتاب أعلام مذهب أهل البيت، حسين الشاكري، ص94، وانظر: تاريخ التشريع الإسلامي ص254 وانظر: تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره، ص257، وانظر: حركة الاجتهاد عنه الشيعة الإمامية ص250.