فيقول: من رواية سعيد بن جبير ويوسف بن مهران والشعبي ومجاهد وعطاء بن أبي رباح كلهم عن ابن عباس أنه قال: (إنَّ الذّبيح إسماعيل. وقال: زَعَمَتْ اليهود أنَّهُ إسحاق، وكذبت اليهود)([142]).

ومثله ما أخرجه ابن أبي حاتم عن مجاهد وسعيد في قوله: {...أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ...}([143]) - قائلاً -: (من الأوثانِ والريبِ وقول الزُّورِ والرِّجْسِ)([144]).

وما أخرجه ابنُ أبي شَيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير ومجاهد والضحاك وشريح وأبي المسيب والشعبي ونافع ومحمد بن كعب: الذي بيده عقدة النكاح هو الزوج([145]).

من كُلِّ هذه الأمثلة نلاحظ أنّ الاتفاق في التفسير بين سعيد وأقرانه - من التّابعين - هو الغالب وخاصة في تفسير اللفظ من حيثُ ظاهِرُهُ - هذا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أنّ ظواهر الألفاظ في المحكمات حُجَّةٌ يستند عليها المعنى السياقي إذا لم يتوفر دليل متواتر يتطابق مع الآية من حيث المعنى يحصر معناها في غرض معين أقوى مما يُبيّنه ظاهر اللفظ، وهو ما يسعى كلُّ مفسِّرٍ لتحصيله، وليس المفسر فحسب، بل وجدنا أنَّ النَّحويين قد اعتمدوا المعنى اللغوي ومدى ارتباطه بالمعنى السياقي للآيةِ عند استشهادهم بالآيات؛ وما أخذوه عن سعيد بن جبير في القراءة والتفسير يكاد يكون من الأسس التي شيّدوا عليها صرح بحوثهم.

[142] الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج1، ص110.

[143] سورة البقرة، الآية: 125.

[144] الدر المنثور للسيوطي: ج1، ص121.

[145] الدر المنثور للسيوطي: ج1، ص293.