responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي    جلد : 1  صفحه : 33

فالحجاج في هذه المحاورة يُوَثِّقُ لنا ما بلغه سعيد من مركز اجتماعي وعلمي في زمانه، إذ يؤكد مقدار أهميّة أخذ البيعة من سعيد مع أنّه يشير أنه أخذها من أهل مكة عامة مثلما فعل لما قدم الكوفة إذْ نجده يؤكد على أخذ البيعة من سعيد أمامَ الناس لأثرها البالغ في دعم الكيان السياسي حينذاك([95]).

ولسعة اطلاعه في علمه وإلمامه بأغلب جوانبه، ولعدم وجود نظير له في الكوفة في التقوى؛ أعطاهُ الحجاج مائةَ ألف درهم، ليُنفقها على أهل الحاجة، ونصبه إماماً للمصلين في مسجد الكوفة (ولم يكنْ يَؤُمُّ بها إلاّ عربي)([96]) مع ما في ذلك من خروج على قاعدة الملك في البيت الأموي من اختيار واصطفاء العمال لتسيير شؤون الملك - كما أسلفنا - ولذا لم يقتصر عمل الحجاج على تنصيب سعيد إماماً للمصلين وإنما ولاّهُ القضاء لطول باعه في الفتيا([97]) والقضاء، واعْتُبِرَ عملُ الحجاج هذا خروجاً سافراً على أصحاب النظرية الأموية في الحكم، فثارَ وضجّ أنصار البيت الأموي والراتعون في نعيمه ممن كانوا يرون في القيم الإسلامية قيداً يكبّل أيديهم ويمنعهم من اللعب بأحوال وأموال المسلمين؛ فهم بالتالي لا يرتضون أن يؤول منصب إلى الموالي مهما بلغوا من العلم والعدل والتقوى، فالموالي يجب أنْ يبقوا ضمن المنزلة الطبقية الاجتماعية التي وضعتهم فيها الدولة التي أسسها معاوية بن أبي سفيان([98]).

وتحت وطأة ضغط التيار الأموي وما أثاره المنظرون لهذه النظرية في الحكم،


[95] تاريخ الرسل والملوك، تأليف: محمد بن جرير الطبري: ج6، ص490، ط 1939م، القاهرة.

[96] وفيات الأعيان لابن خلكان: ج2، ص115.

[97] المصدر السابق.

[98] المصدر السابق.

نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست