نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي جلد : 1 صفحه : 29
بها أحد من أقرانه؛ ومعناها ضِمناً
أنّ سعيداً صار مؤهّلاً تأهيلاً كاملاً لأنْ يكونَ أحدَ شيوخ التابعين باعتِرافِ
وإجازةِ قُطْبٍ كبير من الصحابة، وهذا ما يشابه منحَ الدكتوراه في عصرنا هذا.
لم يُفارق سعيد شيخه بعد أن عَمِيَ
ابن عباس؛ بل كان ابنُ عباس لا يرتاح إلاّ إليه، وإذا ما خرج إلى السوق طلب من
سعيد أنْ يقوده؛ وقد صادف وسعيد يقوده مرّة أن سمع قوماً يسبّونَ عليّاً عليه
السلام، فَرَدّ عليهم ابن عباس ردّاً أخجَلَهُمْ فندموا على ما فرطوا من أنفسهم([70]).
دامت رعاية ابن
عباس مستمرة متواصلة حتى بعد أن استقر سعيد في الكوفة واشتهر وصار واحداً من أعلم
التابعين ممن صاحبوا ابن عباس طويلاً، وكان ابن عباس يدفع إليه من يأتيه للسؤال من
أهل الكوفة ويُعْلِمُهُمْ بشأن سعيد بن جبير ومكانته ويقول: (تسألوني وفيكُمْ ابن
أم دهماء - يعني سعيداً بذلك -)([71]).
شيوخه
ليس بالأمر الغريب على رجل مثل سعيد
متعطش للعلم أن ينهلَ من كل مَعين، فهو لم يقصر الارتواء على منهل ابن عباس العذب،
بل تنقل مغترفاً ومرتشفاً من مناهل متنوعة متعددة من الصحابة والتابعين ممن
عاصروهُ قبل أن تنضب بحكم المنون تلك المناهل.
فكان سعيد بن جبير يأخذ العلم عن عبد
الله بن عمر([72])،
وأبي سعيد
[70] إيمان أبي طالب عليه السلام لفخار بن معد
الحائري: ص107.