نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي جلد : 1 صفحه : 185
الحكمي) - قائداً - فحملوا على القراء
ثلاث حملات كل كتيبة تحمل حملة ثم تزوغ لتحمل الثانية والقراء لم يبرحوا، بل صبروا
وحاربوا ببسالة وثبات([606]).
وسعيد بن جبير يقاتل ويحرض الثوار
على الاستبسال وهو يُبَيِّن لهم أهداف الثورة وشعارها لئلا يَضِلوا أو يخوروا:
(... قاتلوهم ولا تأثموا من قتالهم بنيّة ويقين، قاتلوهم على جورهم في الحكم
وتجبرهم في الدين واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاة)([607]).
وإذا بالنداء يصل إلى شغاف القلوب
لبلاغته وإصابته كَبِدَ الحقيقة التي كان يعيشها المسلمون تحت وطأة نير الحكم
الأموي فيستبسل المقاتلون.
ويندفع إلى القتال باقي الكتائب العراقية
بعزم وقوّة وبعضهم يخبر بعضاً عن بسالة كتيبة القراء وشجاعة شيوخها وعلى مقدمتهم
قدوتهم سعيد بن جبير.
ولما وجد الحجاج أن المعركة تميل إلى
غير صالحه وأنّ كتيبة القراء ترهق قطعاته، وتضطره إلى تغيير خططه الحربية فيجند
لها ثلاث كتائب على حساب باقي الجبهات دون جدوى حيث أن هذه الكتيبة لم تضعف ولم
تتراجع بل بعثت العزم في باقي الكتائب للقتال بجرأة وشجاعة فائقة دوّخت جيش الحجاج
وأوقعت في صفوفه الهوان والضعف والتشتت؛ عمد الحجاج إلى كسر شوكة كتيبة القراء
لِيفلّ من عزم باقي المقاتلين فدفع جماعة من أعوانه لِينفَردوا بقائد كتيبة القراء
(جبلة بن زحر ابن قيس الجعفي) ويقتلوه([608]).