responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي    جلد : 1  صفحه : 78

قد عاقب نبيه وزوجه بهذه العقوبة الكونية إذ أمرهما بأن يهبطا من الجنة وقد قال عزّ من قائل في سياق هذا الحديث الكوني:{قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (الأعراف/24).

يتبيّن من دلالة الآيات أنّ عتاباً وتوبيخاً يهيمن على معاني الآيات من خلال الحوار الجليل الذي يسيّر مغزى النص القرآني وهو حوارٌ قائم على التعليل وتكثيف الأدلة المفضية إلى تخطئة مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى بالابتعاد عن الشجرة المنوّه بها في كلامه جلّ وعلا.

وثمة جملة من المفسرين القدماء والمحدثين من حاولوا أنَّ ينأوا بالآية عن معاني العتاب واللوم والتوبيخ ومن أولئك المفسرين الطوسي رحمه الله إذ قال في مسألة عتاب الله سبحانه وتعالى لنبيه آدم عليه السلام إنّ ((آدم لم يرتكب قبيحاً وإنّ ما توجه إليه بصورة النهيّ كان المراد به ضرباً من الكراهية من دون الحصر، وإنمّا قلنا ذلك لقيام الدلالة على عصمتها من سائر القبائح صغائرها وكبائرها فعلى هذا لا يحتاج إلى أنَّ نقول إنّها تأويل فأخطأ على ما قاله البلخي والرماني أو وقع منهما سهواً على ما قاله الجبائي))([163]).

وواضح الوضوح كلّه أنّ الذي دفع الطبرسي رحمه الله إلى هذا التأويل هو أنّه قيد نفسه بالقول بالعصمة المطلقة للأنبياء وتنزيههم من سائر القبائح صغيرها وكبيرها كما ذكر هو متغافلاً عن سياق الآيات المتممة لهذا الحدث والمشيرة إلى ما أفضت إليه مخالفة آدم عليه السلام وزوجه لما نهى الله عنه من هبوطهما المعنوي والمكني (إلى الأرض).

ومهما يكن من شيء فإنّ تلك الآيات لابّد ألاّ تدرس بمعزل عن سياق


[162] التبيان: 4 / 373.

نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست