(ز) أعطت المتلقّي الإرادة في الدفاع عن وجوده الذاتيّ([173]).
إن نظرية التلقّي نظرية معطاء، كلما مرّت عليها الأيام والأعوام تزداد في
حياة الإنسان وجوداً متجذّراً في بِنيته السطحية والعميقة, ومن هذا الوجود المحتوم
يزداد تقدّماً وتطوّراً وازدهاراً، لأنّها كالنخلة – عمته-، ويجب عليه إكرامها، إذ
إنّها ولدت مع ولادة أبينا آدم (عليه السلام)، ولكن الإنسان لم يدركها إلاّ عندما
يصل إلى حد ما من الكمال النّسبي فيحسّ ويشعر بضرورة وجودها في حياته التحليلية
التفسيرية التأويلية.
(3) مفهوماتها
وقضاياها:
(3-أ) التداولية: (تداولية
القراءة والتلقّي وتقسيماتها):
إنّ مفهوم (التداولية) في نظرية التلقّي له المرتكز الرئيس في آلياتها
الإجرائية؛ ((بوصفها نظرية نقدية تعنى بتداول النّصوص الأدبية وتقبلها، وإعادة
دلالاتها))([174])،
الأمر الذي دفع بـ((أهل الأدب إلى إيلاء مسألة التلقّي اهتمامهم))([175])،
من حيثُ ((إنّ ما تظهره التداولية للعيان هو أهمية التأثير