المبحث الثاني: نظرية القراءة والتلقّي - تمهيد نقديّ -
أولاً: ظهور النظرية بين القَبْليّة
والبَعْديّة
لقد أجاب آيزر
عن نظريته في حديث أجرته معه
الدكتورة نبيلة إبراهيم خلال زيارتها لجامعة كونستانس الألمانية في صيف 1984م، إِذْ كان سؤالها له قائلة:
((هل نستطيع أن نعد نظريتك ردّ فعل للنظريات الحديثة الأُخرى التي كانت وما زالت
موضع جدل بين النّقاد، مثل البنائية وما بعد البنائية، والنقديّة الجديدة، والتفكيكية..
الخ أم أنّك تعد نظريتك امتداداً
للفلسفة الألمانية))([90])، فقال: ((النقاط التي وضعتها
في كتابي: (القارئ الضّمني)... و(فعل القراءة) لم
أتصورها على أنها رد فعل للنظريات الحديثة الشائعة، ولكنها بالأحرى ردّ فعل لشيء
أهمل حتى ألآن في الدراسات الأدبية، وأعني به (القارئ). فالأدب يكتب، قبل كلّ شيء،
لكي يقرأ، وليس من شك في أنّه يقصد أن يهيب باستجابات من القارئ الممكن للنّص. وقد كان هذا
يبدو كأنّه منطقة لم تتضمنها خريطة الدراسات الأدبية. وكانت النتيجة لذلك أن