مأثورات التُّراث الإنسانيّ، وأنفس ذخائر الفكر البشريّ، كما هي من أعلى أساليب البيان العربيّ؛ معانٍ عظيمة، بجمال أُسلوب، وعبارات قصيرة، قريبة من أذهان الدَّاعين، وهي بعد القرآن الكريم.. تالية لنهج البلاغة في تصوير الخطوط العامّة للفكر الإسلاميّ في العقائد والأخلاق. تهدف أدعيتها إلى توعية الإنسان وحمايته من الغفلة والضّياع.. وإلى صياغته بشكل محترم، جاهداً لخيره وسعادة أُسرته ومجتمعه في خضم الحضارة المتطوّرة))([588]), وفي كلامه البُعْد العَقَديّ واضح من فقراته، وتعبيراته، كما ويمهّد فيه لتلقّيه الدَّاخليّ لنصّ الصّحيفة في قوله نفسه؛ (بجمال أُسلوب وعبارات قصيرة، قريبة من أذهان الداعين). كما سيتضح ذلك من خلال ما تقوم به الدِّراسة من بيان تلقّيه الدَّاخليّ.

(2) التلقّي الدَّاخليّ:

يستعرض السَّيّد الجزائريّ منهجه في تلقّيه الدّاخليّ في بابه المركزيّ، لقرّاء الصّحيفة ومتلقّيها، ويبيّن لهم كيفية جهده في تعامله مع الصّحيفة ونصّها أيضاً، فيقول: ((وفي الشَّرح.. رغبت في أن لا أطيل على جماهير الدَّاعين بالتَّفصيل والبحوث التي تستحقّها الصّحيفة، فذلك له مقام آخر.. يقرؤه بعضهم؛ وقد حرصت على أن تستفيد الملايين من الصّحيفة نفسها، ومن كلام الإمام (عليه السلام)، لهذا بيّنت في الشَّرح.. القدر الضرورة أو شبهه؛ كي تكون المعاني عند الدَّاعين، وليعيشوا في الجو القدسيّ.. لا أن

[583] الصّحيفة السّجّاديّة– دروس عالية في التَّربية الذَّاتيّة: 18-19.