المبحث الأول - القارئ الوسيط -

توطئة نقديّة

حبّذتِ الدّراسة قبل شروعها بمعالجة تلقّي القارئ الوسيط وملامحه في النَّقد الحديث، وكذا في دائرة تلقّيه النّص للصّحيفة السّجّاديّة!, أن تبين المرحلة التَّداولية التي تعيش زمنيّة دراستها، أَلا وهي مرحلة المُتلقّي الحديث والمعاصر للصّحيفة السّجّاديّة، إذ رأت من الأهمية بمكان بيان ذلك وتوضيحه، قبل الولوج في دراسة المُتقبِّلين، أو المُتلقِّين التَّطبيقيّة التَّفصيليّة. من حيثُ أمر كشف دلالات التلقّي لنصٍّ أدبيٍّ معينٍ له انطباعاتُه الفكريةُ ومعطياتُه الثقافيّة والفنّية([511])، في ذلك العصر الذي قرئ فيه أو تلك المدة الزمنية التي استقبل فيها.

إذن فتداولية النَّص التَّقدّمية التَّعاقبية في عصر لآحق بعصرٍ سابقٍ عليه, تختلف باختلاف البيئة التي تداولته من حيثُ ثقافتُها ومعطياتُها الحضارية

[508] ينظر: المنهج البنائيّ أو العضوي في تفسير القرآن الكريم (بحث):15. وينظر: القارئ الضِّمنيّ: 58-59.