طالب، وترك التعرض لشيعتهم ودفع الأذى عنهم ([878]).

وبقيت شعيرة الزيارة مستمرة يتعاهدها شيعة آل البيت (عليهم السلام) بدون انقطاع حتى في أشد الأوقات حراجة، وقد ذكر ابن طاووس بسنده عن أبي الحسين علي بن الحسين بن الحجاج قال: " كنا جلوساً في مجلس ابن عمي أبي عبد الله محمد بن عمران بن الحجاج([879]) وفيه جماعة من أهل الكوفة من المشايخ وفيمن حضر العباس بن أحمد العباسي، وكانوا حضروا عند ابن عمي يهنئونه بالسلامة لأنه حضر وقت سقوط سقيفة سيدي أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) في ذي الحجة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين..."([880]).

وقد أورد الطوسي روايات تحكي عن الزيارة في زمن غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) وفيها لقاء بعض الزوار بحضرة الإمام المهدي، والأخرى فيها توجيه من الإمام للشيعة لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)([881]). وذكر الطوسي بسنده عن أبي عبد الله بن سورة القمي([882]) يقول:

[878] المسعودي: مروج الذهب 4 / 110.

[879] محمد بن عمران بن الحجاج السبيعي: روى الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن الحجاج السبيعي. ينظر، الخوئي: معجم رجال الحديث 18 / 87.

[880] فرحة الغري 160؛ وينظر، الطوسي: تهذيب الأحكام 6 / 111؛ المجلسي: بحار الأنوار 42 / 211؛ البروجردي: جامع أحاديث الشيعة 12 / 329.

[881] الغيبة 370؛ وينظر، الراوندي: الخرائج والجرائح 1 / 471؛ المجلسي: بحار الأنوار 51 / 318.

[882] أبو عبد الله بن سورة: هو الحسين بن محمد بن سورة القمي، كان معاصراً لوالد الشيخ الصدوق، روى عنه ابن نوح وغيره. ينظر، بحر العلوم: الفوائد الرجالية 3 / 297؛ النمازي: مستدركات علم رجال الحديث 3 / 191؛ الخوئي: معجم رجال الحديث 17 / 345.