بن عبد المطلب في البقيع من يوم عاشوراء ويقرؤون مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وقد عرفت المدينة المنورة إقامة الشعائر الحسينية منذ حصول فاجعة كربلاء والتي حرص بعد ذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام على إقامتها في المدينة المنورة كل عام، لاعطائها صفة الديمومة والاستمرارية([655]).

اقامة الشعائر الحسينية في مصر

أما عن إقامة الشعائر والمجالس الحسينية في مصر فقد وردت إشارات عن إقامتها عند قبر السيدة كلثوم([656])، والسيدة نفيسة([657])، زمن الاخشيدين (323 -

[655] البرقي: المحاسن 420؛ وينظر ابن قولويه: كامل الزيارات 168.

[656] السيدة كلثوم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق (ويقال كلثم) وقبرها بمقابر قريش بمصر بجوار الخندق، كانت من الزاهدات، وقيل هي بنت محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) كانت صوامة قوامة، لا تلتفت الى أهل الدنيا، ولا تقبل ما يعطونه لها، ومشهدها معروف بإجابة الدعاء، وإذا دخل الزائر إليه وجد أنساً عظيماً، ويرى حنفي المحلاوي أنّ الأمر اختلط على بعض كتاب السير والتراجم بين السيدة كلثوم والسيدة أم كلثوم ابنة محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) ذلك أن الأخيرة مدفونة بمشهد آخر يعرف بمشهد الضياء وأنّ كلاً من هذين المشهدين موجود بطريق الإمام الليث بن سعد. ينظر، ياقوت الحموي: معجم البلدان 5 / 143؛ المقريزي: المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار 4 / 316؛ الشبلبنجي: نور الإبصار 2 / 294؛ خسرو شاهي، سيد هادي: أهل البيت في مصر 2 / 4.

[657] السيدة نفيسة ابنة أبي محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) دخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق (عليه السلام) وقيل بل دخلت مع أبيها الحسن وأنّ قبره بمصر لكنه غير مشهور وأنه كان والياً على المدينة من قبل أبي جعفر المنصور، وكانت نفيسة من النساء الصالحات التقيات ويروى أن الإمام الشافعي لما دخل مصر حضر إليها وسمع عليها الحديث وكان للمصريين فيها اعتقاد عظيم توفيت في شهر رمضان سنة (208 هـ / 824م). ينظر، ابن خلكان: وفيات الأعيان 5 / 423؛ ابن كثير: البداية والنهاية 10 / 286؛ الأميني: الغدير 5 / 197.