نام کتاب : الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي نویسنده : جعفر، محمد باقر موسى جلد : 1 صفحه : 22
الجبلين يمكن أن يكونا موضعين
للعبادات، والسعي بين هذين الجبلين من شعائر الله، ومن أعلام دينه وقد شرعه الله
تعالى لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولإبراهيم (عليه السلام) بأن جعل
أفعالهما - هاجر وإسماعيل - طاعة لجميع المكلفين إلى يوم القيامة وآثارهما قدوة
للخلائق أجمعين ليعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين ([24]).
وحدد القرطبي لفظة الشعائر بأنها كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم فيقال
له شعائر ([25]). وقد أكدت القواميس
الفقهية هذا المعنى الوارد للفظة الشعائر في مجالاته العامة والخاصة وذلك عندما
أشارت للشعائر بأنها ((ما ندب الشرع إليها وأمرنا بالقيام بها)) ([26]).
والذي يبدو من مجموع أقوال اللغويين والمفسرين أن موارد استعمال لفظة (شعائر)
جاءت دائماً في موارد الإعلام الحسي، فالمعنى العام الجامع الذي يتفق عليه في
حقيقة الشعائر يكمن في كونها ذات بعد إعلامي حسي وأن في ممارسة تلك الشعائر
الدينية وإحيائها تعظيماً لتلك الأوامر الإلهية وأنها من تقوى القلوب لذا فان في
إحيائها إيصال رسالة إعلامية حسية معينة لمن يريد أن يستفيد من تلك الشعائر.