responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي نویسنده : جعفر، محمد باقر موسى    جلد : 1  صفحه : 126

السماء لا يبقون، وأنّ كل شيء هالك إلا وجه الله تعالى... يا أختاه إنّي أقسم عليك فأبري قسمي، لا تشقي عليَّ جيباً ولا تخمشي عليَّ وجهاً ولا تدعي بالويل والثبور إذا أنا هلكت " ([362]).

يتضح من خلال نص الوصية السابق أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد وضع اللّبنات الأولى لممارسة الشعائر بما ينسجم مع التعاليم الإسلامية والأُطر الشرعية. ولعل هذا التوجه من الإمام الحسين (عليه السلام) كان يستدعي الحفاظ على أصل الثورة، والمبادئ الإسلامية التي نادى بها الإمام ولكي تكون الشعائر مطابقة لأهداف الثورة ومنسجمة مع الخط العام الذي أراده الإمام الحسين (عليه السلام) كما أنّ صراع الإمام الحسين (عليه السلام) مع القوم لم يكن من أجل كسب دنيوي، إنّما هو من أجل حفظ حرم الله وتطبيق دين الله بحفظ الشعائر الإلهية.

كما لا ينكر على العقيلة زينب (عليها السلام) تلك العاطفة الطبيعية في إظهارها الحزن والجزع لأنها بمصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) تجدد عزاءها بأبيها وأمها وأخيها الإمام الحسن (عليهم السلام) ([363]) وأنّ انبعاث تلك الأشجان، ينسجم مع الطبيعة البشرية،وهو مظهر من مظاهر الرحمة وهي لا تبكي أخاً فقط بل سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة تبكي إماماً معصوماً مفترض الطاعة، لذا وجه الإمام


[362] الطبري: تاريخ 3 / 316؛ وينظر، اليعقوبي: تاريخ 2 / 244؛ أبو الفرج الأصفهاني: مقاتل الطالبين 113؛ وابن الأثير: الكامل في التاريخ 3 / 417.

[363] الصدوق: علل الشرائع 225.

نام کتاب : الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي نویسنده : جعفر، محمد باقر موسى    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست