المبحث الأول: الموقف من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)

أولاً: موقف المختار في عهد الإمام علي (عليه السلام)

قبل التطرق إلى موقف المختار عند المؤرخين القدامى من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لابد لنا من الرجوع إلى مواقفه قبل تلك النهضة، لأنها امتداد طبيعي لها. فقد أشارت كتابات المؤرخين القدامى إلى بعض مواقف المختار الثقفي في خلافة الإمام علي (عليه السلام) وان كانت تلك الإشارات مقتضبة وشحيحة لكنها تدل على أن هناك دوراً مميزاً قام به المختار في تلك المرحلة من تاريخ المسلمين.

أشارت بعض المصادر التاريخية خلال حديثها عن الخوارج، لاسيما بعد ظهور البوادر الأولى لتحركهم بشكل مسلح، فذكرت قيام الإمام علي (عليه السلام) بإرسال أبي موسى الأشعري لحضور التحكيم في دومة الجندل([356])

[356] - وهي حصن وقرى بين الشام والمدينة، ذهب بعض الرواة إلى أن التحكيم بين الإمام علي (عليه السلام) ومعاوية وقع فيها. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج2، ص487-489.