رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم هارباً من مكة، خرج ليلاً فتبعه أبو بكر فجعل يمشي مرة أمامه ومرة عن خلفه، ومرة عن يمينه ومرة عن يساره، فقال له رسول الله:

«ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك؟»...)([101]).

ولنا عودة لهذه الرواية.

وعليه:

فإن القرآن الكريم حينما يعرض الآية المباركة بلفظ (...لِيُخْرِجوكَ...)، وبلفظ (...إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا...)، إنما يكشف حقيقة خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحيداً من مكة وأن أبا بكر لحق به ولم يصحبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من البدء كما تروي بعض الروايات التي كتبت بمداد المال والتعصب والهوى([102]).

تاسعاً: إشكالية التنصيص الحديثي بين التثنية والتثليث في آية الغار.

ان ما يدعونا إليه البحث العلمي وبعد هذه الجولة هو ضرورة إخضاع النصوص الحديثية إلى قواعد القرآن والعترة النبوية الشريفة لغرض الوصول إلى النتائج الحقيقية التي يستطيع المسلم من خلالها إحراز براءة الذمة أمام الله تعالى وهو ما دعانا إلى تناول هذا الموضوع وإخضاعه للبحث والدراسة.

[101] تفسير السمرقندي: ج2، ص59؛ دلائل النبوة للبيهقي: ج2، ص477؛ تاريخ الإسلام للذهبي: ج1، ص321؛ كنز العمال: ج12، ص493.

[102] للمزيد من الاطلاع ينظر كتابنا الموسوم بـ(ما أخفاء الرواة من ليلة المبيت على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم).