مقدمة الكتاب

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها»([1]).

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وعترته الهداة الميامين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وبعد:

لم تلق آية من آيات القرآن الكريم من الترويج والدعاية والمناظرة والتسويق مثلما لقت آية الغار؛ وذلك أنها العمود الفقري الذي احتمل عليه أبو بكر وعمر مشروع الخلافة بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

[1] هذا ما ابتدأت به بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة خطبتها الاحتجاجية في جمع من المهاجرين والأنصار؛ (الاحتجاج للطبرسي: ج1، ص133).