فلو كانت الصحبة في المكان فيها فضيلة
وكرامة لكان القرآن أكرم صاحبي نبي الله يوسف عليه السلام اللذين صحباه في السجن.
6 ــ أما إذا أريد بهذه الصحبة بـ«صحبة
الطريق» فهي مما لا تستحق الفضيلة وتطلق أيضا على المشرك الذي يرافق المؤمن في
الطريق ويصحبه كما حدث للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فقد صحبه في هجرته إلى
مكة رجل من بني الدليل، ثم من بني عبد بن عدي هاديا، وهو على دين كفار قريش([78]).
وعليه: لا أفضلية فيما يدعيه أصحاب
المصالح ومتزلفة الحكام في تأويل الصحبة التي جاءت بها آية الغار إلى أنها تقوائية
فتضفي على صاحبه القداسة والشرافة والفضل.
ثالثاً:
المعية الإلهية
وجاء هذا المعنى في قوله تعالى: (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ
اللّهَ مَعَنَا).
وفي هذا الموضع دارت الرحى، وتفلسف المتفلسفون بإشراك أبي بكر مع النبي صلى
الله عليه وآله وسلم في المعية الإلهية في النصر، وعليه استحق نزول السكينة دون
النبي صلى الله عليه وآله وسلم!؟ كما يزعمون([79]).