responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام نویسنده : الجديع، حيدر محمود    جلد : 1  صفحه : 143

(فَقَدَ) فالإنسان إذا ما (وَجَدَ) (الله) ذا الجود والإمتنان هو أكرم الأكرمين، أيفقدُ بعده شيئاً ؟!، أم سيفقد شيئاً في رحاب إحسانه وعطائه وامتنانه ؟! من هنا انبثق جواب الإمام من المفردات التي حامت محلّقةً حول مركز سنام المفردتين عند قوله؛ (لَقَدْ خَاْبَ) و(لَقَدْ خَسِرَ)، لأنّه (فَقَدَكَ) و(رَضِيَ دُوْنَكَ بَدَلَاً) و(بَغَى عَنْكَ مُتَحَوِّلَاً) و(يُرْجَى سِوَاكَ وَأَنْتَ مَاْ قَطَعْتَ الإِحْسَانَ) عنه ولا عن قُرْبه وبُعْده من الأولين والآخرين، و(يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَأَنْتَ مَاْ بَدَّلْتَ عَادَةَ الإِمْتِنَانِ) عليه ولا على سائر الموجودين، مُذْ أن أوجدتهم، وأنت بنعيم امتنانك (تتفقّدهم) ! وإحسان ربوبيّتك تغذّيهم وتغدق عليهم !!، وبهذا تظهر جمالية توظيفه المفردتين في حال تضاد تقابلهما، الذي أعطى هو بدوره جمالية خاصّة عَبْر دلالته التأبيدية الأبدية في حصر رجوع الإنسان وكلّ شيء إلى الذي لا تأخذه سِنَة ولا نوم !.

وأخيراً .. نقول: بعد إنهاء السياحة في جماليات هذه الموضوعة المتوسّمة بـ(توظيف المفردات) الجماليّة البديعة في نثر الإمام الحُسَين (عليه السلام) بما قامت الدراسة بعرضهِ من نماذج نصوصه المباركات، على قدر ما سمح به المقام ووسعهُ الوقت من الوقوف عندها ومعالجة تحليلها، كلّ على وفق ما يتطلبه من تأمّل ونظرٍ وتأويل، وما تمكّنت منه الدراسة بوسعها، بانتْ جمالية أدبية كلّ مفردة قام الإمام بهندسة توظيفها القصديّ، وموقع تراتبها النّصيّ، وعلاقاتها السياقية بالموروث، ومركزها بين مفردات التركيب

نام کتاب : نثر الامام الحسین علیه السلام نویسنده : الجديع، حيدر محمود    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست