أولا: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلن عن مصير الأمة عند باب فاطمة عليها السلام

أول إعلان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكشف فيه عن مصير المسلمين كان عند باب فاطمة عليها السلام.

بل إن هذا الإعلان كشف فيه النبي ا لأكرم عن موقفه صلى الله عليه وآله وسلم مع كل من نطق الشهادتين إلى قيام يوم الدين وأن هذا الإعلان هو قانون ثابت قد شرعه الله تعالى وبينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم للناس جميعا!

ولكي يعلم الجميع ما يريده الله تعالى من عباده وما أعد لهم بذلك الإتباع من الثواب الجزيل، فقد قام النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بكشف هذا القانون عند زواج فاطمة وعلي عليهما السلام وتحديدا في صبيحة عرسهما وعند باب دارهما، مناديا:

«أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم».

فعن أبي سعيد الخدري قال:

(لما دخل علي بفاطمة جاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعين صباحا على بابها فيقول:

«أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم»([77]).

[77] فضائل فاطمة للحافظ المحدث ابن شاهين: ص40، ح16، ط مؤسسة الوفاء ــ بيروت؛ وقد ورد هذا الحديث بطرق أخرى وبألفاظ تدل على أنه ذكر في أوقات ومناسبات عديدة، فراجع في ذلك: مسند أحمد بن حنبل: عن أبي هريرة برقم9698، ج15، ص436، ط مؤسسة الرسالة؛ مجمع الزوائد: ج9، ص268، برقم14989 و14990؛ المعجم الكبير للطبراني: برقم2621؛ تاريخ بغداد للخطيب: ج7، ص136 ــ 137؛ ترجمة تليد بن سليمان؛ كفاية الطالب للكنجي: ج1، ص331؛ شاهد التنزيل: ج2، ص44، برقم665؛ البداية والنهاية: ج8، ص205.