لتهجده، ليرشد الناس إلى منزلة بيت فاطمة عند الله تعالى، ولولا أن لأهل هذا البيت احتياجاتهم الخاصة لكان تهجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في داخله لكن حكمته صلى الله عليه وآله وسلم اقتضت أن يدرك الناس ما لهذا البيت وأهله من الشأن والمنزلة عند الله تعالى.

المسألة الثانية: موقع بيت فاطمة التشريعي

قبل أن نشير إلى موقع بيت فاطمة التشريعي فلابد أن نضع أمام عين القارئ الكريم:

أن على رأس هذا البيت وسنامه وقلبه وأساسه هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي فاطمة عليها السلام.

وعليه: فلا غرابة إن قلنا: إن هذا البيت، هو البيت الأول الذي صدر منه التشريع الإسلامي، وإليه ينتهي علم الحلال والحرام، ومنه يتفجر العدل والإحسان والصدق والتقوى.

وإليهم ونحوهم يشد الرحال لأنهم أهل الذكر، ومن كانوا بنص القرآن أهل الذكر فهم أهل التشريع.

ولقد نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بيت فاطمة عليها السلام بأنه المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي،