ووظف الشاعر هذه الفكرة للإشارة إلى منزلة الإمام (عليه السلام)، في
التفاتة فنية في قوله (قطعوا) التي ربما توحي إلى احتزاز الرأس الشريف للإمام،
فكان ذلك مما أتاحه جمال النص القرآني الذي " يعتلي وحده فيغني، وينظر في
تساوقه مع الأغراض الدينية فيرتفع في التقدير "([517]).
وقد أكثر الشعراء العراقيون من تضمين
مراثيهم الحسينية لخطب وكلمات الإمام الحسين التي قالها في المعركة، بشكل ربما
يمكن ملاحظته بسهولة في تلك المراثي([518])،
ويمكن أن تفسر هذه الظاهرة بأنها نوع من المحاججة المستندة إلى الأدلة التي ساقها
الإمام في خطبه، أو الإفادة من المعاني المبدئية العالية التي وردت فيها، أو
لاغتراف ما في تلك الخطب من قيم جمالية لا تضاهى، من ذلك قول محسن أبي الحب([519]): (من
البسيط)
[516] مجلة الغري ع6 لسنة 1945:
80، ومجلة البيان (ع 11 - 14) لسنة 1947:50.