نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام جلد : 1 صفحه : 551
الْقَدِيرُ))([1110])،
فعدّ القرآن الكريم مرحلة ما قبل الشباب ضعفا وكذلك مرحلة ما بعد الشباب، فالشباب
إذن هي المرحلة الأفضل من مراحل العمر البشري، وبهذه المرحلة بالذات سيدخل أهل
الجنة جنتهم، إذ من غير المعقول أن يدخل الله سبحانه أهل الجنة وهم في مرحلة
الطفولة الضعيفة، ولا في مرحلة الكهولة والشيخوخة التي عدّها القرآن الكريم من
مراحل الضعف، لان الضعف لا يتناسب وعالم الجنة، لان الضعف نقص والجنة فيها الكمال
بأبهى صوره.
فمن هنا
يعلم ان أهل الجنة شباب لا أطفال ولا كهول، وان هذا الشباب دائم لا يفنى ولا يتبدل
أو يبلى، وقد عضدت الروايات والأحاديث هذه العقيدة، فصرحت بان أهل الجنة مخلدون
بلا موت ولا بؤس، لا يبلى شبابهم ولا تخرق ثيابهم، ففي مسند احمد بن حنبل: (حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ
عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا
عَنْ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا قَالَ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ
مِلَاطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ حَصْبَاؤُهَا الْيَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤُ وَتُرْبَتُهَا
الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلُهَا يَخْلُدُ لا يَمُوتُ وَيَنْعَمُ لا يَبْأَسُ
لا يَبْلَى
شَبَابُهُمْ وَلا تُخَرَّقُ
ثِيَابُهُمْ)([1111]).
أقول:
الشاهد هو في قوله (لا يبلى شبابهم) فهو نص صريح على ان أهل الجنة شباب لا ينتقلون
عنه إلى مرحلة الكهولة والشيخوخة.
وسند
الحديث صحيح او حسن على اقل التقادير، فوكيع هو: (وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي،
أبو سفيان الكوفي، من قيس عيلان من صغار أتباع التابعين روى عنه جميع أصحاب الكتب
الستة وهو ثقة حافظ عابد).