نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام جلد : 1 صفحه : 539
أقول: إن
مروان بن معاوية قد عنعن([1089])
في هذا الإسناد، وهو مدلس، والمدلس إذا عنعن لا تقبل روايته بالاتفاق، قال الزيلعي
في (نصب الراية): (والمدلس إذا عنعن لا يحتج به بالاتفاق)([1090])،
وقال محمد ناصر الألباني في (إرواء الغليل): (والمدلس إذا عنعن، لا يحتج به
بالاتفاق)([1091])،
وقال الشنقيطي في (أضواء البيان): (والمدلس إذا عنعن لم تقبل روايته عند أهل الحديث)([1092]).
ثم العجب كل العجب من أئمة الحديث من أهل السنة كيف وثّقوا مثل هذا الراوي
المدلس والكذاب على الرغم من رميه بكل تلك الطامات العظام، وهم الذين ضعفوا كثيرا
من الرواة الآخرين لمجرد كون أحدهم شيعيا، أو انه يفضل الإمام علي بن أبي طالب على
أبي بكر وعمر وعثمان، أو لان اغلب رواياته في فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه
عليهم أجمعين، أو غير ذلك من الأسباب التافهة، والشواهد كثيرة لا يسعنا استيعابها،
فهذا شاهد آخر على تعصب القوم وعدم إنصافهم العلمي في التعامل مع فضائل أهل البيت صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين وشيعتهم الناقلين لها، وإلا فلو تجرد القوم عن روح
التعصب الأعمى فكيف يمكن ان يوصف رجل بالوثاقة وهو يلتقط شيوخه من السكك أي انه لا
يبالي
[1089] سبق وان تعرفنا على معنى المدلس وخطورة التدليس، أما
معنى (عنعن) فهو أن يقول الراوي: (عن فلان عن فلان عن فلان)، وقوله (عن فلان) هو
المقصود بالعنعنة، وعبارة عن فلان هذه لا تعدّ تصريحا بأنه سمع ذلك فعلا من فلان،
فلربما سمعه من غيره وأخفاه، لهذا لا يعتد أهل الحديث بعنعنة المدلس، ولا يؤخذ
قوله إلا إذا صرح بالسماع، بان يقول حدثنا فلان، لان عبارة حدثنا صريحة بان هذا
المدلس قد سمع فعلا من فلان ذاك.