responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 506

وكل واحد من الناس وعلى اختلاف مستوى معرفتهم وإدراكهم يدرك انه من قبيل المزاح بمجرد سماعه لكلمات هذا الحديث، فعائشة قد عرف عنها واشتهر بأنها كثيرة الغيرة من سائر زوجات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ومن ابنته فاطمة صلوات الله وسلامه عليها وحتى من الإمام علي بن أبي طالبصلوات الله وسلامه عليه، وقد مرت فيما سبق بعض الشواهد على هذه الحقيقة وستأتي شواهد أخرى لاحقا، والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم بشديد غيرتها، وقد كانت هذه الغيرة تشتد وتتعاظم كلما سمعت النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يصف السيدة خديجة ضرتها وابنتها السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها بأنهن سيدات نساء العالمين تارة، وسيدات نساء أهل الجنة تارة ثانية، وإنهن فضلن على سائر نساء العالمين من الأولين والآخرين حتى على مريم العذراء وآسية بنت مزاحم صلوات الله وسلامه عليهما.

فكان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يرى شدة الغيرة فيها والحرص على أن يكون لها ألقاب نظير ما لسيدتي نساء العالمين من ألقاب، ومن شدة رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعطفه ورقة قلبه قال لها حديث الثريد ليطيب قلبها من جهة، وليخفف غيرتها من جهة ثانية، وليوضح للأمة ان هذا الحديث بهذا اللفظ هو من قبيل دعاباته صلى الله عليه وآله وسلم.

وإلا لو كان لعائشة فضل حقيقي تتفاضل به على سائر النساء لعبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغير هذا التعبير، ولقال فضلت بالتقوى أو بالعلم أو الطاعة أو الخلق أو غير ذلك من جهات الفضل التي يتفاضل بها أبناء آدم بعضهم على بعض، ولما عجز النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عن الإتيان بلفظ يشعر السامع بأنّ قصده جدي وليس بدعابة كما الحال بالنسبة لحديث الثريد، وكيف يعجز عن ذلك وهو سيد البلغاء وأفصح العرب لسانا وبيانا، فلما لم يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، وجاء

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 506
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست