نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام جلد : 1 صفحه : 24
ووصف من
يغض صوته توقيرا لشخص نبيه العظيم صلى الله عليه وآله وسلم بغفران الذنب والأجر
العظيم وجعل خفض الصوت وغضه في محضر النبي الأعظم من علامات التقوى كما قال سبحانه
وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ
أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ
وَأَجْرٌ عَظِيمٌ))([12]).
وكذلك أوجب سبحانه وتعالى على الأمة المؤمنة برسالة خاتم
الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم أن تطيعه بشكل مطلق كي لا تفشل وتذهب قوتها كما
قال سبحانه وتعالى: ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا
فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))([13]).
ولأن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بلغ من الكمال
منتهاه، صار أهلا لان يأمر الخالق سبحانه وتعالى جميع المؤمنين بالسير على خطاه والتأسي
به، قال سبحانه وتعالى: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ
كَثِيرًا))([15]).
والأمر بالتأسي عام يشمل كل فعل من أفعاله صلى الله عليه
وآله وسلم وأقواله، في مجال الأحكام وتبيان الشريعة وفي غيرها.
وهذا الكمال والرفعة والتربية الإلهية هي التي جعلت من النبي
صلى الله عليه وآله وسلم طريقا موصلا لمحبة الله سبحانه، قال تعالى: ((قُلْ إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))([16]).