ففيما يخص الحديث الذي أخرجه مسلم بقوله: (حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا المعتمر حدثنا أبي حدثنا أبو العلاء بن الشخير قال كان رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم ينسخ حديثه بعضه بعضا كما ينسخ القرآن بعضه بعضا)([446]).

قال الدكتور عواد الخلف في كتابه المزبور: (الكلام على الحديث):

«1: مرسله هو التابعي الكبير يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري البصري،ثقة، وقد وهم من زعم أن له رؤية.

2: الحديث لم يرو مسنداً من هذا الطريق، لذا ضعفه عدد من أهل العلم، وقد جاء من طريقين آخرين مسندين إلا أن فيهما ضعفاً... ــ ثم ذكر الإسنادين الضعيفين ثم عقب بقوله ــ وقال الرشيد العطار عن هذا الرواية المرسلة: لا أعلم أحدًا رواه عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم من وجه يصح»([447]).

فعجز الدكتور عواد الخلف كما عجز من قبله رشيد العطار صاحب كتاب (غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأحاديث المقطوعة) في إيجاد دواء لداء هذا الحديث المرسل، وهو غيض من فيض، فكم من محاولة لرقع هذا الخرق باءت بالفشل وكم من جهد لحل هذا المعضل ضاع سدى، ولو تتبعنا بقية المراسيل لوجدناها على هذه الشاكلة.

أقول: والعجيب ان كلاً من رشيد العطار والدكتور عواد الخلف لم يذكرا في

[446] صحيح مسلم ج 1 ص 185.

[447] مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والإنسانية المجلد الثالث العدد الثاني لجمادى الأولى لسنة 1427 للهجرة الموافق لشهر يونيو لسنة 2006 للميلاد، اسم البحث (مراسيل صحيح مسلم، جمع ــ دراسة ــ تحليل) للدكتور عواد الخلف.