نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام جلد : 1 صفحه : 211
القسم
الأول أحاديث أهل الإتقان، وفي القسم الثاني أحاديث أهل الستر والصدق الذين لم
يبلغوا درجة المتثبتين، فحالت المنية بينه وبين هذه الأمنية، فمات قبل استتمام
كتابه غير أن كتابه مع إعوازه اشتهر وانتشر)([405])،
وكذا قال حاجي خليفة في كشف الظنون نقلا عن ابن عساكر إلا انه زاد على كلام الذهبي
قوله: (فمات قبل إتمام كتابه واستيعاب تراجمه وأبوابه غير أن كتابه مع إعوازه
اشتهر وسار صيته في الآفاق وانتشر)([406]).
ونقل
الذهبي كلام الحاكم في كتابه السابق بقوله: (وقال الحاكم: أراد مسلم أن يخرج
" الصحيح " على ثلاثة أقسام، وعلى ثلاث طبقات من الرواة، وقد ذكر هذا في
صدر خطبته، فلم يقدر له إلا الفراغ من الطبقة الأولى، ومات)([407]).
أقول:
فكتاب صحيح مسلم وبالاعتماد على تصريح كل من ابن عساكر والحاكم ناقص غير تام وهو
غير منقح منه فلا يمكن الاعتماد على مضمونه لاحتمال أنّ مسلما النيسابوري كان بهدف
الجمع فقط لأحاديث كان ينوي ان يصححها ويرتبها ويهذبها فيما بعد فلم تمهله المنية
للقيام بذلك، ويؤيد هذا الاحتمال ان مسلما النيسابوري شرط على نفسه أن لا يذكر في
كتابه إلا الحديث الصحيح الذي اشتهر، كما سيأتي لاحقا لكنه ومع تقييد نفسه بهذا
الشرط أخرج كثيراً من الأحاديث المعلولة ولرجال معلولين لم يتفق الجميع على
توثيقها وتوثيقهم، مما يؤكد لنا ان مسلما النيسابوري كان بصدد جمع الأحاديث في
المرتبة الأولى ومن ثم تهذيبها على شرطه لكن المنية عاجلته وحالت بينه وبين
تهذيبه.