responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 116

الأصوات المعرضة لها والمنددة بأسلوبها ومنهجها بل والمكفرة لكل من يعتقد بها او ينتمي إليها، وعليه فلم يكن من المناسب ان تتخذها الدولة العباسية سنة رسمية لها.

فلم يبقَ أمام العباسيين غير الأخذ بسنة الشيخين، لأنها تمتلك ما لا تمتلكها سنة أخرى، إضافة إلى أنها ستوفر لهم مزايا لا توفرها لهم أي سنة من السنن السابقة، فهي:

1: سترغم أنوف معارضيهم من الأمويين، وهي أيضا ضربة قوية لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وشيعتهم وأنصارهم، لان السير على منهج الشيخين وسنتهما يعني استمرار معاناتهم ودوام تغييبهم وهضم حقوقهم وحقوق شيعتهم.

2: ان سنة الشيخين كما عرفنا سابقا فيها مطاطية ومرونة فيما يتعلق بحقوق الحاكم وإمكانية تغييره لبعض السنن وتشريع بعض الأحكام التي تحتاجها الدولة للتعامل مع المتغيرات التي يمر بها الحاكم وحكومته.

3: ان سنة الشيخين تعطي للحاكم مقام القيمومة على مصادر الثروة فيعطي ويفضل في العطاء من يشاء على من يشاء، ويعطي ما يشاء لمن يشاء، وهو أمر يفرح به كل حاكم، وهو ما بدا واضحا في إحدى خطب المنصور العباسي التي يقول فيها: (أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه أسوسكم بتوفيقه ورشده وخازنه على فيئه بمشيئته أقسمه بإرادته وأعطيه بإذنه وقد جعلني الله تعالى عليه قفلا إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم وإذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني...)([187]).

وكنتيجة لصيرورة سنة الشيخين السنة الرسمية للدولة العباسية فتح باب


[187] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج2، ص310 ــ 311.

نام کتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست