responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 346

عن يزيد من كماله وقابليته وإدارته وتدبيره لأمة محمد، تريد أن تشبه على الناس في يزيد، كأنك تنعت شخصا غير ظاهر، أو تصف غير حاضر، أو تخبر عن شخص أحطته بعلم خاص وقد أظهر يزيد من نفسه على مكانة عقله وقوة رأيه، فخذ ليزيد فيما أخذ به من تتبعه الكلاب المقاتلة عند التهيج، والحمام التي تسابق مثيلاتهن، والجواري ذوات الدفوف والطبول وأنواع اللهو، تجده جديراً بذلك، واترك محاولة تجميله وإظهاره بالمظهر اللائق للخلافة.

(فَما أغناكَ أنْ تَلْقى الله جَورَ هذَا الْخَلْقِ بِأكْثَرَ مِمّا أنْتَ لاقِيهِ، فَوَ اللهِ ما بَرِحْتَ تُقَدِّرُ باطِلاً في جَوْرٍ، وَحَنَقَاً في ظُلْمٍ، حَتّى مَلَأتَ الأسقِيَةَ، وَما بَيِنَكَ وَبَيْنَ الْمَوتِ إلاَّ غَمْضَةٌ، فَتَقْدِمَ عَلى عَمَلٍ مَحفوظٍ في يَوْمٍ مَشِهُودٍ، وَلاتَ حينَ مَناص، وَرَأيْتُكَ عَرَضْتَ بِنا بَعْدَ هذا الأمْرِ، وَمَنَعْتَنا عَنْ آبائِناً، وَلَقَدْ لَعَمْرُ اللهِ أوْرَثَنا الرَّسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم وِلادَةً، وَجِئْتَ لَنا بِها ما حَجَجْتُم بِهِ القائِمَ عِنْدِ مَوْتِ الرسولِ، فَأذعَنَ لِلحُجَّةِ بِذلِكَ، وَرَدَّهُ الإيمانُ إلَى النِّصْفِ، فَرَكِبْتُمُ الأعالِيلَ، وَفَعَلْتُمُ الأفاعيلَ، وَقُلْتُمْ: كانَ وَيَكُونُ، حَتّى أتاكَ الأمْرُ يا مُعاوِيَةُ مِنْ طَريقٍ كانَ قَصْدُها لِغَيرِكَ، فَهُناكَ فَاعْتَبِرُوا يا أولِي الأبْصارِ، وَذَكَرْتَ قِيادَةَ الرَّجُلِ الْقَوْمَ بِعَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم وَتَأمِيرَهُ لَهُ، وَقَدْ كانَ ذلِكَ، وَلِعَمْرِو بْنِ العاصِ يَوْمَئِذٍ فَضيلَةٌ بِصُحْبَةِ الْرَّسُولِ وَبَيْعَتِهِ لَهُ، وَما صارَ لِعَمْروٍ يَوْمَئذٍ حَتّى أنِفَ الْقَوْمُ إمْرَتَهُ، وَكَرهُوا تَقْديمَهُ، وَعَدُّوا عَلَيْهِ أفْعالَهُ فَقالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: لا جَرَمَ مَعْشَرَ المُهاجِرينَ لا يَعْمَلُ عَلَيْكُم بَعدْ اليَوْمِ غَيْرِي).

وأنت غني عن أن تلقى الله تعالى بظلم هذه الأمة أكثر مما أنت فيه من الظلم، فيقسم الإمام عليه السلام بالله تعالى ويقول إنك ظللت تُهيّء ما هو غير صحيح أصلا في ميل عن العدل، وغيظا شديدا في ظلم، حتى ملأت آواني السقي كناية عن أكل

نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست