من سادة وقادة القوم لما في ذلك من أثر سيئ كما في قوله عليه السلام:
«ألا فالحَذَرَ الحَذَرَ مِن طاعَةِ ساداتِكُم وكُبَرائكُمُ الذينَ تَكَبَّروا عَن حَسَبِهِم، وتَرَفَّعُوا فَوقَ نَسَبِهِم... فإنَّهُم قَواعِدُ أساسِ العَصبيَّةِ، ودَعائمُ أركانِ الفِتنَةِ... وهُم أساسُ الفُسُوقِ، وأحلاسُ العُقوقِ»([610]).
ووصف الإمام علي عليه السلام الفاسق بأنه يفعل الحرام برغبة ومحبة دون نفور وتردد بل يبقى ملازما للحرام حتى يصيبه الوهن وتعطله الشيخوخة كما قال عليه السلام:
«آثَرُوا عاجِلاً وأخَّروا آجِلاً، وتَرَكُوا صافِياً وشَرِبُوا آجِناً، كَأنِّي أنظُرُ إلى فاسِقِهم وقد صَحِبَ المُنكَرَ فَألِفَهُ، وبَسِئَ بهِ ووافَقَهُ، حتّى شابَت علَيهِ مَفارِقُهُ، وصُبِغَت بهِ خلائقُهُ»([611]).
ــ آثار الفسق
عند تأمل الآيات الكريمة في القرآن الكريم نقف على العواقب السيئة للفسق، وهي كما يلي:
1ــ الفسق يوجب هلاك الأمم وعذاب الدنيا قبل الآخرة كما في قوله تعالى:
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)([612]).
2ــ الفسق يوجب الدخول في جهنم كما في قوله تعالى:
(وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)([613]).
[610] نهج البلاغة: الخطبة 192. ميزان الحكمة: ج8، ص3211، ح15915.
[611] نهج البلاغة: الخطبة 144. ميزان الحكمة: ج8، ص3211، ح15916.
[612] سورة الإسراء، الآية: 16.
[613] سورة السجدة، الآية: 20.