ــ السفه

كل جميل في باطنه يرغب أن يكون ذا ظاهر جميل أيضا فيسعى لنيل الفضائل ويجاهد نفسه ليتحلى بها، ومن هذه الفضائل التي يتمنى المرء التحلي بها الوقار والاتزان والتعقل وهذه الفضائل لا تجتمع مع السفه في حال من الأحوال لاسيما إذا عرفنا أن السفه كما ورد في كتب اللغة:

الخفة والطيش والجهل وعدم الحلم ورداءة الخلق([576]).

وأمّا ما اصطلح عليه فالسفه: هو سلوك بعيد عن العقل والعلم والاحترام يسقط صاحبه من أعين الناس، فلذلك صار سببا في نفرة الأصدقاء والأحبة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«إيّاكّ والسَّفَهَ؛ فإنّهُ يُوحِشُ الرِّفاقَ»([577]).

بل قد يكون مدعاة لشتم صاحبه وإلحاق الضرر به كما قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«السَّفَهُ مِفتاحُ السِّبابِ»([578]).

وفي قول آخر:

«السَّفَهُ يَجلِبُ الشرَّ»([579]).

بل للسفه آثار وخيمة تدعو العاقل للهروب من هذه الصفة القبيحة.

[576] المعجم الوسيط: ص343. المنجد الأبجدي: ص552.

[577] غرر الحكم: 2655. ميزان الحكمة: ج4، ص1754، ح8642.

[578] غرر الحكم: 313. ميزان الحكمة: ج4، ص1754، ح8643.

[579] غرر الحكم: 834. ميزان الحكمة: ج4، ص1754، ح8644.